القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الّذي أنزله على سيّدنا محمد عليه الصّلاة والسّلام؛ ليكون معجزةً له في الدّنيا، ويكون هدايةً لقومَ قريش الذين بالغوا في كفرهم وانحلال أخلاقهم وشركهم بالله تعالى، وذلك بعبادتهم الأصنامَ الّتي لا نفع لها ولا ضرر، وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيّه الأمّيّ؛ ليكون دليلاً واضحاً على وجود الله تعالى وعظمته، كما أنّ الله سبحانه وتعالى تحدّى به قوم قريش على أن يأتوا بمثله لكنهم عجزوا عن ذلك.
مراحل نزول القرآن الكريم نزول القرآن الكريم في اللّوح المحفوظاللّوح المحفوظ هو مصطلح إسلاميّ، يُطلق على الكتاب الذي كتب اللهُ تعالى فيه أقدار المخلوقاتِ كلِّهم قبل أن يخلقهم، وقد أكّد الله تعالى ذلك في قوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) [الحجّ: 70]، والمقصود بالكتاب في هذه الآية هو اللّوح المحفوظ.
نزول القرآن الكريم إلى بيت العِزّةإن بيت العزّة هو البيت الموازي للكعبة المشرَّفة، لكنّه موجود في السّماء الدّنيا، ونزل القرآن الكريم في هذه المرحلة دفعة واحدة، ودلّت هذه الآيات الثلاث على ذلك، فقال الله تعالى في سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر: 1]، وقال في سورة البقرة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]، كما قال في سورة الدّخان: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) [الدّخان: 3].
نزول القرآن الكريم مُفرَّقاً عن طريق الوحيأنزل الله تعالى القرآن الكريم مفرّقاً سوراً قصيرة وآيات، فقد أرسل الله تعالى جبريلَ إلى نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام؛ لينقل له كلام القرآن الكريم مفرَّقاً على عدّة مراحل، وكانت سورة العلق هي أوّل ما نزل من القرآن الكريم على سيّدنا محمّد، وفي سورة الشعراء قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [ الشّعراء: 192-195] وهناك دليل قرآنيّ على نزوله مفرّقاً ورد في سورة الإسراء وهو قوله تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) [الإسراء: 106]، ودليلٌ آخر ورد في سورة الفرقان في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) [الفرقان: 32]، وفي هذا الأمر حكمة بالغة لتسهيل حفظ النّاس له، ولئلّا تختلط عليهم الآيات والسور، وليكون نزوله بهذه الطريقة تثبيتًا لقلب النّبي محمّد عليه الصّلاة والسلام على الدعوة للإسلام، إضافة لمنع الكفار من أن يتّخذوا من نزوله دفعة واحدة حجّة لابتعادهم عن الإسلام ونفورهم منه.
المقالات المتعلقة بمراحل نزول القرآن